7 مفاتيح ل زيادة الرزق – الدكتور محمد راتب النابلسي
7 أسباب عظيمة ل زيادة الرزق – الدكتور محمد راتب النابلسي
يسعى الناس جميعهم ل زيادة الرزق والله تعالى هو الذي يقدر ويحدد الرزق للناس، ومن الضروري استخدام الوسائل الشرعية المحددة مع الاعتماد على الله.
وقد قال عليه الصلاة والسلام:
“لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا”.
رواه أحمد والترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني.
إذا واجهتك ضيق في مصارفك، فلا تنزعج، ولا تغضب، بل احتسب الصبر الجميل.
وقد قال عليه الصلاة والسلام:
“عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له”. رواه مسلم.
وفي سنن الترمذي وابن ماجه: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط.
وفي عالمنا المعاصر، تسعى النفوس البشرية جاهدة لتحقيق الاستقرار المادي والرزق الوافر.
وقد قدم لنا ديننا الحنيف العديد من الوصايا والأدعية التي تساعدنا على تحقيق ذلك.
وفي هذا المقال، سنتناول سبعًا من أهم الأمور التي ذكرها الدكتور محمد راتب النابلسي والتي تؤدي إلى زيادة الرزق، مستندين إلى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
1. قراءة القرآن الكريم: مفتاح القلوب وأول مفاتيح زيادة الرزق
من هذه الأسباب قراءة القرآن الكريم، وقد يعجب السامع ما علاقة قراءة القرآن الكريم بزيادة الرزق ؟ القرآن كله خير وبركة
يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
” إن البيت الذي يقرأ فيه القرآن يكثر خيره ويوسع على أهله وتحضره الملائكة وتهجره الشياطين. والبيت الذي لا يقرأ فيه القرآن يقل خيره ويضيق على أهله ويقل خيره وتهجره الملائكة وتحضره الشياطين.”
[رواه البزار عن أنس بن مالك رضي الله عنه]
إنك إذا قرأت القرآن الكريم اقتربت من الله، وإذا اقتربت منه اقتربت من طاعته وإذا أطعته كافأك بسعة الرزق:
(( إن القرآن غنىً لا فقر بعده ولا غنى دونه ))
وروى الإمام الغزالي قصة أن رجلاً لازم باب عمر رضي الله عنه، ضاق به ذرعاً قال يا هذا هاجرت إلى عمر أم إلى الله ؟ هذه المشكلة تقع في كل وقت، إنسان ينسى الله يرى الشيخ كل يوم كل يوم، استقمت ما صار معي شيء، أديت الصلوات الخمس وقيام الليل ما ارتزقت، لا يرى الله يرى الشيخ، هذا خطأ كبير، قال هاجرت إلى عمر أم إلى الله ؟ تعلم القرآن فإنه يغنيك عن بابي، فغاب حتى فقده عمر فوجده يتعبد فقال قرأت القرآن فأغناني عن عمر، فقال وما وجدت فيه ؟ قال وفي السماء رزقكم وما توعدون، فبكى عمر رضي الله عنه.
أول نقطة في هذه الخطبة أن قراءة القرآن توسع الرزق.
2. فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: وسيلة التقرب إلى الله:
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هي من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله تعالى، وهي وسيلة التقرب إليه والتمسك بسنة رسوله الكريم. وقد ورد في الأحاديث الشريفة فضائل عظيمة للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها أنها تزيد في الرزق وتفتح الأبواب المغلقة وهذا الكلام صحيح شرعا، ومجرب عرفا
فعن أبي بن كعب أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم:
يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: ما شئت، قال: قلت: الربع؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: النصف؟
قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قال: قلت: فالثلثان؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: إذاً تكفى همك ويغفر لك ذنبك.
رواه الترمذي وقال: حسن صحيح ـ وأحمد، وحسنه ابن حجر والألباني.
3. الدعاء: سلاح المؤمن في زيادة الرزق
الدعاء هو سلاح المؤمن، وهو من أعظم العبادات التي تقرب العبد من ربه. وقد أمرنا الله تعالى بالدعاء ووعدنا بالإجابة.
يقول تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ (غافر: 60).
والدعاء المستجاب هو الذي يكون خالصًا لله تعالى، ومتوافقًا مع الشريعة الإسلامية.
4. ذكر الموت: تذكير بالآخرة ومفتاح من مفاتيح زيادة الرزق:
ذكر الموت هو تذكير بالآخرة والحساب، وهو من أعظم العبادات التي تزكي النفس وتطهرها. وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بذكر الموت، فقال: “ذكروا الموت فإنه يذكركم الآخرة”. وذكر الموت يجعل الإنسان أكثر حرصًا على طاعة الله وطلب رضاه، مما يزيد في بركته ورزقه.
فالإكثار من ذكر الموت يحثّ الإنسان على التوبة والإنابة، والإقلاع عن المعصية والإساءة، وترك التسويف والتأخير،
ومنها ما ذكَره النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث حيث قال:
“أكثروا من ذكر هاذم اللذات؛ فإنه ما ذكره أحد في ضيق إلا وسّعه، ولا ذكره في سَعَةٍ إلا ضيّقَها”
5. الزواج: سنة الرسول وسُنة الحياة ووعد من الله ل زيادة الرزق
الزواج هو سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وسنة الحياة، وهو من أعظم القربات إلى الله تعالى. والزواج يزيد في البركة والرزق، ويحقق الاستقرار النفسي والاجتماعي. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “تزوجوا الودود الولود فإنني أفتخر بكم الأمم يوم القيامة”.
ورد في القرآن ذكر فضل الزواج في زيادة الأرزاق قوله تعالى:
«وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ»
الآية 32 من سورة النور.
6. النفقة على الأهل والعيال: مفتاح سري من مفاتيح زيادة الرزق
النفقة على الأهل والعيال هي واجب شرعي على كل مسلم قادر، وهي من أعظم القربات إلى الله تعالى. والنفقة على الأهل والعيال تزيد في البركة والرزق، وتحقق السعادة والاطمئنان في الأسرة. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أفضل الصدقة ما أنفق الرجل على أهله”.
وقال الله تعالى:
{لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا}
[الطلاق:7]
7. صلاة الفجر والسعي في البكور من أهم مفاتيح زيادة الرزق
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حَريصًا على أُمَّتِهِ، ومِن حرْصِه عليها أنَّه كان يَدعُو لها بالبَرَكةِ وسائِرِ الخَيراتِ، وفي هذا الحَديثِ: قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله – في شرح رياض الصالحين: حديث صخر -رضي الله عنه-
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “اللهم بارك لأمتي في بكورها”. أي: في أول النهار، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم أن يبارك الله في أول النهار فيه لأمته؛ لأنه مستقبل العمل، فإن النهار كما قال الله تعالى معاش، وجعلنا النهار معاشًا، فإذا استقبله الإنسان من أوله صار في ذلك بركة، وهذا شيء مشاهد أن الإنسان إذا عمل في أول النهار وجد في عمله بركة، لكن -وللأسف- أكثرنا اليوم ينامون في أول النهار، ولا يستيقظون إلا في الضحى، فيفوت عليهم أول النهار الذي فيه بركة، وقد قال العامة: أمير النهار أوله، يعني أن أول النهار هو الذي يتركز عليه العمل، وكان صخر يبعث بتجارته أول النهار، فأثرى وكثر ماله؛ من أجل دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بالبركة لهذه الأمة في بكورها،
خاتمة:
إن الرزق بيد الله تعالى، وهو يرزق من يشاء بغير حساب. ولكن علينا أن نسعى إلى الأسباب التي تجلب الرزق، وأن نتوكل على الله في النتيجة. والأمور السبع التي ذكرناها هي من أهم تلك الأسباب، والتي إذا التزم بها المسلم، فإنه سيجد بركة الله في رزقه وحياته.