شرفٌ أبديّ: سدانة الكعبة المشرفة عبر العصور

شرفٌ أبديّ: سدانة الكعبة المشرفة عبر العصور

هل تعرف ما هي سدانة الكعبة المشرفة ؟

تُعدّ الكعبة المشرفة، قبلة المسلمين ومحرابهم، أقدس بقعة على وجه الأرض، فهي رمزٌ للإيمان والوحدة بين المسلمين. ومنذ فجر الإسلام، حظيت الكعبة المشرفة بمكانةٍ مرموقة، وتولّى أمرها أشخاصٌ ممّيزون عرفوا بسدانة الكعبة.

سدانة الكعبة: شرفٌ تاريخيّ

تُشير سدانة الكعبة إلى شرف العناية بالكعبة المشرفة، من حيث فتحها وإغلاقها، وتنظيفها، وغسلها، وكسوتها، وإصلاح هذه الكسوة إذا تمزّقت، واستقبال زوّارها وكل ما يتعلق بذلك.

ويُعدّ هذا المنصب من أقدم المناصب وأشرفها في الإسلام، فقد شرفه الله تعالى بأن جعله مسؤوليةً عن أقدس بقاع الأرض.

آل الشيبي: سدنة الكعبة عبر العصور

منذ أكثر من 16 قرناً، أي قبل بدء الإسلام، اختصّ أحفاد قصي بن كلاب بن مرة بسدانة الكعبة المشرفة. ونالوا هذا الشرف العظيم لأسبابٍ عديدة، أهمّها:

• كرمهم وشرفهم: تميّز بنو قصي بصفاتٍ حميدةٍ وكرمٍ وشرفٍ، ممّا جعلهم أهلًا لهذا المنصب الشريف.
• حكمهم لمكة: تولّى بنو قصي حكم مكة قبل الإسلام، ممّا أكسبهم خبرةً في إدارة شؤون الكعبة المشرفة.
• حفظهم لمفاتيح الكعبة: عُرف بنو قصي بحفظهم لمفاتيح الكعبة المشرفة، ممّا يدلّ على ثقتهم وأمانتهم.

وبعد فتح مكة، أعاد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم مفاتيح الكعبة إلى شيبة بن عثمان بن أبي طلحة وابن عمه عثمان بن طلحة، من آل شيبة، ليُصبحوا سدنة الكعبة رسميًا.

سدانة الكعبة في العصر الحالي

تولّى أمر سدانة الكعبة المشرفة آل الشيبي، وهم أحفاد قصي بن كلاب. وكان الشيخ صالح بن زين العابدين الشيبي السادن للكعبة، وقد تسلم هذا المنصب عام 2018م، بعد وفاة عمه عبد القادر طه الشيبي , وحتى وفاته هذا العام

ثم تسلم بعده الشيخ عبد الوهاب بن زين العابدين الشيبي وهو السادن رقم 109 منذ قصي بن كلاب , والسادن السابع والسبعون منذ فتح مكة بعهد الرسول، والعاشر في العهد السعودي

واجبات سادن الكعبة

يُعدّ سادن الكعبة مسؤولًا عن العديد من المهامّ، أهمّها:

• فتح وإغلاق الكعبة: يُفتح سادن الكعبة الكعبة يوميًا لأداء الصلاة فيها، ويُغلقها بعد الانتهاء من الصلاة.
• تنظيف الكعبة: يقوم سادن الكعبة بتنظيف الكعبة بانتظام، باستخدام الماء والصابون، للتخلّص من الغبار والأوساخ.
• غسل الكعبة: يتمّ غسل الكعبة بالماء والصابون مرةً سنويًا، وذلك في شهر رمضان المبارك.
• كسوة الكعبة: يقوم سادن الكعبة بتغيير كسوة الكعبة كلّ عام، في يوم عرفة من حجّة الوداع.
• استقبال زوّار الكعبة: يُرحّب سادن الكعبة بزوّار الكعبة، ويجيب على أسئلتهم، ويُرشدهم إلى كيفية أداء العبادات حول الكعبة.

ختامًا

إنّ سدانة الكعبة شرفٌ عظيمٌ ومسؤوليةٌ جسيمة، ونال آل الشيبي هذا الشرف لأسبابٍ مُتعدّدةٍ، أهمّها كرمهم وشرفهم وحفظهم لمفاتيح الكعبة.

ويقوم سادن الكعبة الحاليّ، بجميع مهامّ سدانة الكعبة على أكمل وجه، حافظًا على قدسيتها وجمالها، ومُرحّبًا بزوّارها من جميع أنحاء العالم.