شوف جمال القاهرة زمان محمد على باشا – باسكال كوست يرسم حكايات المحروسة
باسكال كوست يرسم حكايات المحروسة – القاهرة زمان محمد على باشا
اسكال كوست: من مرسيليا إلى القاهرة زمان محمد على باشا
تُعد القاهرة، عاصمة مصر، مصدر إلهام لا ينضب للفنانين والكتاب على مر العصور. ومن بين هؤلاء الفنانين الذين سحرتها المدينة، نجد المعمار والرسام الفرنسي باسكال زافير كوست. في مطلع القرن التاسع عشر، تحديدا عام 1817، وصل كوست إلى القاهرة بتوصية من المسيو جومار، المشرف على البعثات العلمية في عهد محمد علي باشا. كانت تلك الرحلة نقطة تحول في حياة كوست، حيث وجد نفسه منجذبًا إلى جمال المدينة وحضارتها العريقة.
من هو باسكال كوست
باسكال كوست ( 1887-1879) مهندس فرنسي جاء الي مصر في وقت كان فية محمد علي يرحب بشدة بقدوم العلماء والفنيين الي مصر. في الواقع كان كوست هو أول أوروبى يتمكن من دخول المساجد المصرية بصفة رسمية لتوثيقها لمحمد علي. وفي الفترة ما بين 1817 و 1827 قام بعمل رسومات وتصميمات هندسية للعديد من المشاريع، بحكم تعيينه كبير المهندسين لمنطقة صعيد مصر. كذلك نجد رسوماته الأخري تعكس تأثره وأهتمامه بتفاصيل الحياة اليومية المصرية والتي قام باستكشافها من خلال توثيقه لعمارة مصر المدنية والدينية المتنوعة. والصورة بورترية لكوست قرب وفاتة بالمكتبة البلدية في مرسيليا، مجموعة باسكال كوست.
القاهرة في لوحات كوست: بين الواقع والخيال
تُعتبر لوحات كوست شهادة حية على القاهرة في عصر محمد علي باشا. فقد رسم المدينة بأزقتها الضيقة، وأسواقها الصاخبة، ومساجدها المهيبة. كما رسم الحياة اليومية لسكان القاهرة، من الفلاحين والباعة إلى الأمراء والباشوات. تتميز لوحات كوست بالدقة في التفاصيل، حيث يصور الأزياء التقليدية، والحلي، والعمارة الإسلامية ببراعة.
ولكن لوحات كوست ليست مجرد نسخ طبق الأصل للواقع، بل هي تعكس أيضًا رؤية الفنان الخاصة للقاهرة. فهو يضيف إلى لوحاته لمسات شخصية، ويستخدم الألوان والتكوين بطريقة تعبر عن انفعالاته وأحاسيسه تجاه المدينة.
آثار القاهرة في أعمال كوست: قراءة في تفاصيل لوحاته
أكثر ما يميز لوحات كوست هو اهتمامه بالعمارة الإسلامية. فقد رسم العديد من المساجد والأضرحة والقصور، مثل جامع المؤيد شيخ، وجامع السلطان حسن، وقصر محمد علي. ولا يكتفي كوست بتصوير هذه الآثار من الخارج، بل يدخل إلى أعماقها، يرسم زخارفها المعقدة، ويدرس هندستها المعمارية.
جامع المؤيد شيخ هو أحد أكثر المباني التي جذبت اهتمام كوست. فقد قام بدراسة معمقة للمسجد، ورسم العديد من اللوحات التي توثق تفاصيله المعمارية. ومن خلال هذه اللوحات، يمكننا أن نرى كيف كان المسجد يبدو في القرن التاسع عشر، وكيف كان الناس يستخدمونه في حياتهم اليومية.
كوست والمعمار الإسلامي: دراسة معمقة لجامع المؤيد شيخ
اهتمام كوست بجامع المؤيد شيخ لم يقتصر على الجانب الفني فقط، بل تعداه إلى الجانب العلمي أيضًا. فقد قام بدراسة تاريخ المسجد، وتوثيق مراحل بنائه، وتحليل العناصر المعمارية المختلفة التي يتكون منها. وقد أسفرت هذه الدراسة عن كتاب قيم عن جامع المؤيد شيخ، يعتبر مرجعًا هامًا للباحثين في مجال العمارة الإسلامية.
إرث باسكال كوست: تأثيره على الفن والعمارة في مصر
ترك باسكال كوست إرثًا فنيًا غنيًا، أثرت أعماله على العديد من الفنانين والمهندسين المعماريين في مصر. فقد كان من أوائل الفنانين الذين وثقوا التراث المعماري المصري، وساهم في التعريف به على نطاق واسع. كما ألهم العديد من الفنانين المصريين للتعبير عن هويتهم الوطنية من خلال الفن.
ختامًا، يعتبر باسكال كوست أحد أهم الفنانين الذين ساهموا في توثيق التراث المعماري المصري. وقد ترك لنا إرثًا فنيًا ثمينًا، يمثل شهادة على جمال القاهرة وحضارتها العريقة.