نتنياهو يهدر الفرصة الأخيرة ل إنقاذ الأسرى الاسرائيلين
نتنياهو يهدر الفرصة الأخيرة ل إنقاذ الأسرى الاسرائيلين
مع تقدم مفاوضات غزة وانخراط الوسطاء في مساعي وقف الحرب وإنقاذ الأسرى الاسرائيلين – يسعى الوسطاء بجد لإنقاذ “الفرصة الأخيرة” للتوصل إلى هدنة بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس من خلال جولة مفاوضات “غير مباشرة”.
خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي للمنطقة، شكك محللون في جدية تلك المفاوضات، معتبرينها مجرد غطاء يمنح نتنياهو المزيد من الوقت.
نتنياهو يفرض شروط استباقية.
طالبت المقاومة بالعودة إلى اتفاق يوليو وبالانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلي من محور صلاح الدين «فلادلفيا»، مصرة على فتح معبر رفح تحت سيادة فلسطينية
بالتزامن مع انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من ممر «نتساريم» قبل التفاوض عن أي اتفاق للتهدئة أو تبادل الأسرى، لكن رئيس وزراء الاحتلال تقدم بشروط غير مقبولة للمقاومة.
في هذا السياق، أكد الكاتب والمحلل السياسي الإسرائيلي ناحوم برنياع في صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أفسد فرصة أي تقدم في المفاوضات الغير مباشرة مع الحركة.
عبر الكاتب الإسرائيلي عن “الشروط التعجيزية والاستباقية” التي قدمها نتنياهو قبيل انعقاد محادثات الدوحة الخميس بشأن وقف تاحرب وتحرير الأسرى الاسرائيلين ، والتي تمثلت – حسب ما ذكرته هيئة البث الإسرائيلية- في استمرار تواجد جيش الاحتلال في محور فيلادلفيا (صلاح الدين)
وتفتيش العائدين إلى شمال قطاع غزة، وفي حالة انسحاب من محور فيلادلفيا، ستطالب إسرائيل بتنفيذ إجراءات تمنع تقدم حماس نحو حدود مصر.
اعتبر الكاتب الإسرائيلي أن نتنياهو ليس لديه أي فرصة لتحقيق تقدم في المفاوضات بشروطه التعجيزية وأكد قائلا: انتهى الحدث
القمة التي كان من المقرر عقدها في نهاية هذا الأسبوع مع فريق التفاوض الإسرائيلي وممثلي الوسطاء في القاهرة قد يتم إلغاؤها أو تأجيلها أو عقدها فقط للعرض.
وأشار إلى أن التفاؤل الذي بدا في تقارير وسائل الإعلام الأجنبية في الأيام الأخيرة ليس دقيقا، حتى بعقد الاجتماع الذي كان مقررا اليوم بين وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ونتنياهو.
أوضح قائلا: “هناك شخص ما في الجانب الأميركي يعتقد في سحرية الخداع: إذا قالوا إن الاتفاق قادم، سيتقرب فعلا!”
تناول الكاتب تصريح نتنياهو حول موضوعي فيلادلفيا ونتساريم في اجتماع الحكومة الإسرائيلية
حيث صرح قائلا “نحن نتفاوض، ولا نمنح”، وعلق بقوله “الواقع يختلف قليلا: لا مفاوضات ولا منح؛ إنها مجرد كلام فارغ.
تصاعد الجدل حول موضوع فيلادلفيا
على الرغم من إمكانية حدوثه حول قضايا أخرى”، مشيرا إلى تصنع نتنياهو لحجج من أجل عرقلة التوصل لاتفاقية الأسرى الاسرائيلين.
الفرصة الأخيرة لتبادل الأسرى الاسرائيلين.
واصل وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، جولته التاسعة إلى منطقة الشرق الأوسط، في سعي لتسهيل المفاوضات بين الاحتلال وحركة حماس، مع الترويج لرؤية تفاؤلية بشكل محدود حول القضايا العالقة في المفاوضات
رغم شك المسؤولين الفلسطينيين في جدوى الجولة وهدفها المحتمل لمنح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المزيد من الوقت.
عقد اجتماع لوزير الخارجية بلينكن مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وسيلاقي فيما بعد مسؤولين آخرين قبل سفره إلى القاهرة حيث من المتوقع استئناف محادثات وقف إطلاق النار هذا الأسبوع.
حث وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، كل من إسرائيل وحماس على عدم تعطيل المفاوضات التي وصفها بأنها قد تكون “الفرصة الأخيرة” لتحقيق هدنة في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن.
أشار بلينكن إلى أنه عاد إلى تل أبيب لإتمام هذه الاتفاقية وتجاوزها في النهاية.
قال بلينكن خلال لقائه برئيس الاحتلال الإسرائيلي إسحاق هرتسوج: “هذه اللحظة حاسمة، ربما تمثل أفضل فرصة وربما الفرصة الأخيرة لإعادة الرهائن إلى ديارهم والوصول إلى وقف لإطلاق النار وتحقيق السلام والأمن الدائمين للجميع”.
5 ملفات عالقة
تكمل جولة المحادثات اليوم وغدا في القاهرة في سبيل حلول خمسة ملفات خلافية معلقة، بدءا من قضية السيادة على معبر رفح قبل افتتاحه وانسحاق الاحتلال الإسرائيلي من محور فلادلفيا
مرورا بتفاصيل صفقة تبادل الأسرى، ثم العودة المأمولة للنازحين إلى شمال غزة، وصولا إلى وضع قطاع غزة في اليوم التالي لانتهاء الحرب.
مماطلة وخداع
استعرض المحلل الفلسطيني، أيمن الرقب، مضامين المحادثات التي تم تسريبها من وسائل الإعلام الأمريكية والإسرائيلية، وبيانات حكومتي واشنطن وتل أبيب، التي أكدت تفاؤلا محتوما بشأن القضايا المعلقة
نتيجة لطرح واشنطن صيغة جديدة لاتفاق يتخذ شكلا “معدلا”، ينص على انسحاب إسرائيل من محور فلادلفيا وتسليم عدد من الأسرى الفلسطينيين لحركة حماس مقابل الأسرى الاسرائيلين..
وقال الرقب لصحيفة “المصري اليوم” إن تصريحات الولايات المتحدة حول اجتماع 4 لجان لحل المسائل الملحة تأتي في إطار “براءات تأخير ومحاولة إيهام” من الجانبين الأمريكي والإسرائيلي لاستنزاف المزيد من الأوقات لصالح نتنياهو.
محاولات كسب الوقت لصالح نتنياهو تقتل الأسرى الاسرائيلين
أشار الرقب إلى أن خطاب واشنطن بشأن تقديم ورقة مفاوضات جديدة ينظر إليه كوسيلة لتأجيل الأمور بدلا من اتخاذ إجراء فوري؛ مع وضع احتمالية أن الجانبين الأمريكي والإسرائيلي غير مستعدين للمشاركة في اتفاق قبل شهر أكتوبر المقبل.
وجاءت هذه التأجيلات نتيجة لارتباك الإدارة الأمريكية في الانتخابات، فضلا عن فشل نتنياهو في حل القضايا المعلقة في المفاوضات، وكذلك انشغال الكنيست بعطلته الصيفية التي ستنتهي في بداية أكتوبر القادم.
وأكد المتحليل المطلع على تطورات المفاوضات أن الجانب المصري يصر على مطلبين، الأول هو رفض تشغيل معبر رفح دون وجود فلسطينيين عليه، والثاني هو انسحاب كامل للإسرائيليين من محور فلادلفيا، وقد أكده وزير الخارجية المصري بدر الدين عبدالعاطي.
ملفات غامضة
أكد المراقب أن الملفات الخمسة المتعلقة بدءا من معبر رفح ومحور فلادلفيا وصولا إلى ملف الأسرى الاسرائيلين وملف عودة النازحين، وفي اليوم التالي في قطاع غزة، لا تزال غامضة، على الرغم من تصريحات الجانب الأمريكي حول “انفراج”
موضحا أن نتنياهو لا يرغب في إنهاء هذا الملف إذا تقدمت المفاوضات، ولن يلتزم إلا بالمرحلة الأولى من الاتفاق.
الولايات المتحدة تتفق مع مطالب نتنياهو
في نفس السياق، أشار الكاتب والمحلل السياسي، فراس ياغي، إلى أن الولايات المتحدة قد تنازلت تماما عن اتفاق الثاني من يوليو، ووافقت على مطالب نتنياهو
وربطت إعادة إعمار غزة بموافقة حماس على المرحلة الثانية من صفقة التبادل، في إطار “تراجع جديد”.
اتفاق يوليو الثاني؛ هو اقتراح إسرائيلي تبنته الولايات المتحدة الأمريكية ودعت حماس والمقاومة للموافقة عليه بعد تغيير البند الثامن فيه؛ ثم مصادقة مجلس الأمن الدولي عليه بالإجماع، فأصبح مقترحا دوليا. ومن ثم عادت إسرائيل لاحقا ورفضته.
اعتبر المحلل الفلسطيني أن الولايات المتحدة، التي تدعو لما سمي بـ “الاتفاق المحسن”، لا تسعى فعليا لإنهاء الحرب، بل هدفها الأساسي هو التركيز على المرحلة الأولى من الصفقة والتي من شأنها أن تؤدي إلى إطلاق سراح أصحاب الجنسية المزدوجة.
وأضاف: “يتمكن الأمريكي مجددا من شراء الوقت لمنع الردود من إيران وحزب الله، واللذان يروجان لتقدم في المفاوضات، من خلال إطلاق حملة إعلامية مكثفة وتسريب المعلومات، وتشكيل فرق عمل لنشر الأكاذيب وصنع الوهم.
ويعتقد ياغي أن الولايات المتحدة تخادع الجمهور وتكذب، وتسعى لتمديد مدة المفاوضات لتهدئة الجبهات وتخفيف تأثير الردود على عمليات الاغتيال في بيروت وطهران.
موكدا على أن المنطقة متجهة نحو مزيد من التصعيد بدلا من التهدئة والتسوية، وأن مفاوضات صفقة التبادل ستمتد لفترة طويلة.
وختم بالقول: “هذا كله من أجل إعداد الأمريكي والإسرائيلي بشكل جيد للمعركة القادمة، ويبدو أنهم نجحوا في ذلك، بما أن أي رد من إيران أو حزب الله سيكون استجابة للتصعيد الذي يستهدف الاتفاق المزيف المتداول فقط في وسائل الإعلام”.
نتنياهو يبدي تفاؤلا في حديثه
جاء في بيان صادر عن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يوم أمس، أن الوفد الإسرائيلي المفاوض أبدى تفاؤلا حذرا بخصوص إمكانية تقدم الصفقة، وفقا للاقتراح الأمريكي الأخير.
أكد مكتب نتنياهو أن “الاقتراح مبني على أساس مبادرة مايو، ويحتوي على جوانب مقبولة لدولة إسرائيل”، وأشار إلى أنه “من المأمول أن تؤدي الضغوط الكبيرة المفروضة من قبل الولايات المتحدة ووسطاء آخرين على حركة حماس إلى تغيير موقفها الرافض للمقترح، وإلى السماح بتحقيق تقدم في عملية المفاوضات”.
نتنياهو يضع العراقيل امام عودة الأسرى الاسرائيلين.
حدثت حركة المقاومة الإسلامية حماس تجديد موقفها من المفاوضات مع الاحتلال، يوم أمس الأحد، مؤكدة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لا زال يضع العراقيل أمام التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب على غزة وصفقة تبادل الأسرى الاسرائيلين.
أكدت الحركة في بيانها بعد الاستماع للوسطاء حول سير المباحثات أن نتنياهو ما زال يضع عراقيل إضافية.
كما أعلنت الحركة تحملها كامل المسؤولية عن فشل جهود الوسطاء وعرقلتها التوصل إلى اتفاق.
أوضحت حماس أن المقترح الجديد يتلاءم مع مطالب نتنياهو، خاصة فيما يتعلق برفضه الوقف الدائم لإطلاق النار وعدم الانسحاب من غزة، بالإضافة إلى إصراره على استمرار الاحتلال في مفترق نتيساريم ومعبر رفح وفلادلفيا.
أشارت إلى أن الاقتراح الجديد ينص على شروط جديدة في مسألة تبادل الأسرى الاسرائيلين والفلسطينين وتنازل عن بنود أخرى، مما يعرقل تحقيق صفقة التبادل.