اسلاميات

يأجوج ومأجوج ؟ من هم وما هي صفاتهم؟

يأجوج ومأجوج ؟ من هم وما هي صفاتهم؟

هل يأجوج ومأجوج أشخاص طوال كأشجار الأرز، وآخرون قصار كشبر الإنسان؟
هل صحيح أن بعضهم يفترش أذنا ويتغطى بأخرى؟
ويقولون ان الرجل منهمم لا يموت حتى ينجب ألف ابن، وكل واحد منهم مجهز بالسلاح.

تظهر الأسئلة اهتمام الناس بالكشف عن أسرار هذا العالم، قد يدفعهم الفضول إلى تضخيم تلك التفاصيل إلى حد الخرافة، إلا أن القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة قد فسروا قصتهم بشكل دقيق ومفصل، حيث كشفوا عن حقيقتهم وخصائصهم.

 

يأجوج ومأجوج ؟ من هم وما هي صفاتهم؟
يأجوج ومأجوج ؟ من هم وما هي صفاتهم؟

ذكر يأجوج ومأجوج في القرآن

ذكرت التسمية “يأجوج ومأجوج” في القرآن الكريم في قول الله تعالى:

{ حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا * قالوا: يا ذا القرنين، إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض، فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا.} (الكهف: 93 وما بعدها).

من خلال هذه الآيات، ندرك كيف كانت “يأجوج” و”مأجوج” في الأزمان السابقة، حيث كانوا أهل فساد وشر، وكانت لهم قوة لا يستطيع أحد كبحها بظلمهم الذي ينشرونه حولهم بفعل قوتهم وجبروتهم.
حتى حضر الملك الصالح ذو القرنين، فاشتكى إليه أهل تلك البلاد من الشر الذي يتعرضون له من قبلهم، طالبين منه أن يقيم بينهم وبين “يأجوج ومأجوج” حاجزا يحميهم منهم.
فأجابهم على طلبهم، وقام ببناء سد منيع مصنوع من الحديد بين جبلين عظيمين، وذاب النحاس عليه، حتى أصبح متينا.
وبذلك، أحاط بهم تلك السورة وانحصر شرهم عن البلاد وسكانها.

العبارات السابقة أظهرت بوضوح أن بقاء “يأجوج” و”مأجوج” محصورين بالسد حتى وقت محدد

{ فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء }

وهذا الوقت هو الذي أشار إليه النبي – صلى الله عليه وسلم – في حديثه، بأن خروجهم سيحدث في آخر الزمان بالقرب من قيام الساعة.

ورد ذكر “يأجوج” و”مأجوج” أيضا في موضع آخر من القرآن، يظهر كثرتهم وسرعة خروجهم، وذلك في قوله تعالى:

“حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون”

(سورة الأنبياء: 96).

 

ذكر يأجوج ومأجوج في الحديث النبوي

رسمت الأحاديث النبوية صورة أوضح لعالم “يأجوج” و”مأجوج”، وكشفت عن العديد من جوانب الغموض المحيطة بهم.
فكانت تلك الأحاديث تفصح عن وجود نظام لهم وزعيم يدير شؤونهم، وتؤكد أن السد الذي بني لاحتجازهم بواسطة ذي القرنين ما زال قائما، ويعوق محاولاتهم لغزو الأرض وإثارة الفساد.
ولذا، يعملون بجد كل صباح على تدمير السد، لكنهم لا ينجحون في ذلك؛ إذ تقوى السد بقدرة الله كلما هدموه.
وحينما يكادون ينجزون عملا، يأمرهم قائدهم أن يعودوا إلى السد في الغد لاستكمال الحفر – فيكونون قد رجعوا إليه وجده أكثر قوة.
وحين يسمح الله لهم بالخروج، يعودون للحفر مرة أخرى حتى يكادوا يتمون العمل، لكن يأمرهم زعيمهم بالانسحاب والعودة في اليوم التالي ليحفروه – إن شاء الله
فيستأنفون العمل عليه ويهبون على الناس و يشربون مياه الأنهار، وعندما يصلون إلى بحيرة طبرية، يشرب أولهم منها ويرى آخرهم لونها الأزرق ويعتقد أنها ماء.
تثير هذه الأحداث الرعب في نفوس الناس، وتزيد من غطرستهم، ويتسلحون بسهامهم ويرمونها نحو السماء، وتعود هذه السهام ملطخة بالدم وتكون سببا في نزول فتنة وعقوبة من الله عليهم.
فيتفاخر اليأجوج والمأجوج بقهرهم لأهل الأرض وفوزهم على سكان السماء، فيرسل الله عليهم دودة تخرج من رؤوسهم فتقتلهم، ويصبحون فريسة لدواب الأرض حتى تمتلئ أجسادهم ويكونون طعاما للحيوانات.
وقد نقل ابن ماجة هذه القصة في سننه.

أظهرت الروايات أنهم أشخاص يمتلكون أسباب القوة ويتفوقون فيها على جميع الناس, يعود هذا إما لكونهم متقدمين تقنيا وعسكريا وصلوا إلى تقنيات تمكنهم من القضاء على منافسيهم والسيطرة على أراضيهم، وإما لأن وقت خروجهم يأتي بعد زوال تلك الحضارة المادية، وعودة الناس إلى الصراع بالوسائل التقليدية والبدائية.

أظهرت الأحاديث بعض صفاتهم الخلقية مثل عراض الوجوه، وصغر العيون، واشقرار الشعور، ومدورة وجوههم كالتروس.
رواه أحمد.

وأظهروا أيضا كفرهم وعنادهم، وأنهم من أشد سكان النار،  ففي الحديث

أن الله عز وجل يقول لآدم يوم القيامة: أخرج بعث النار، فيقول: وما بعث النار ؟ فيقول الله: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، ففزع الصحابة – رضي الله عنهم – وقالوا: يا رسول الله وأينا ذلك الواحد ؟ فقال – عليه الصلاة والسلام-: ( أبشروا فإن منكم رجلاً ومن يأجوج ومأجوج ألفاً ) رواه البخاري .

أشارت الأحاديث أيضا إلى أن خروجهم سيحدث في آخر الزمان، عندما يسيطر على الناس الشر والفساد،

 قال – صلى الله عليه وسلم -: ( لن تقوم الساعة حتى يكون قبلها عشر آيات؛ طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة، وخروج يأجوج ومأجوج .. ) رواه أبو داود .

دخل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على زوجته زينب بنت جحش – رضي الله عنها – فزعاً

وهو يقول: ( لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من سدِّ “يأجوج ومأجوج” مثل هذه، وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها، قالت له زينب: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال: نعم إذا كثر الخبث ) رواه البخاري .

تواريخ خروجهم خلال دلالات آخر الزمان كما هو مذكور في الأحاديث النبوية، حيث يظهر المسيح بعد ظهور الدجال، ثم يخرج يأجوج ومأجوج.
يأمر الله عيسى – عليه السلام – أن لا يحاربهم، بل يتوجه بالمؤمنين إلى جبل الطور، حيث يحصرون ويعانون من جوع شديد، فيستغيثون بالله لينجيهم منه، فيرسل الله دودا ليقتلهم جميعا.
تتعب الأرض من رائحتهم، فيرسل الله طيورا كبيرة تحمل وتلقي بهم حسب مشيئته.
يعم السلام بين الناس، وتنبت الأرض بثمارها وبركتها، حتى يأكل الناس من ثمرة الرمانة واحدة، ويكفي أهل القرية ما يحلبونه من الناقة في المرة الواحدة

يقام الحج للمسلمين بعد هلاكهم، كما ذكر في الحديث:( ليحجن البيت وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج ) رواه البخاري .

يأجوج ومأجوج ؟ من هم وما هي صفاتهم؟
يأجوج ومأجوج ؟ من هم وما هي صفاتهم؟

الأحاديث الضعيفة والموضوعة تتعلق بيأجوج ومأجوج.

عقب توضيح بعض سمات عالم “يأجوج” و”مأجوج” من خلال آيات القرآن والأحاديث الصحيحة، من المناسب ذكر بعض الأحاديث الضعيفة والموضوعة المتعلقة بصفهم، التي ساهمت في إضفاء نوع من الهالة والغموض حول شخصيتيهم، ومن تلك الأحاديث:
حديث عن يأجوج ومأجوج، يقول بأن كل أمة تتألف من أربعة آلاف أمة، والواحد منهم لا يموت حتى يرى ألف ذكر من نسلهم جميعا مسلحين، وقد نقل هذا الحديث عن الطبراني وابن عدي في كتاب الكامل وأشارا إلى أنه حديث منكر موضوع المصدر.

إحدى القصص تقول إن يأجوج ومأجوج من نسل آدم، وإنهم لو أرسلوا إلى الناس لأفسدوا عليهم معيشتهم.
ولا يموت وحد منهم إلا ترك خلفه ذرية تزيد عن ألف شخص، ووراء هؤلاء ثلاث قبائل هم تاويل وتاريس ومنسك.
يروى هذا الحديث عن الطيالسي، وأشار الحافظ ابن كثير في كتابه “البداية والنهاية” إلى أنه حديث غريب جدا، وإسناده ضعيف ويحمل نكارة شديدة.

ومنها أن حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه – سأل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن “يأجوج” و”مأجوج” فقال له: ( يأجوج أمة ومأجوج أمة، كل أمة أربعمائة ألف أمة، لا يموت الرجل حتى ينظر إلى ألف ذكر بين يديه من صلبه، كل قد حمل السلاح ) قلت: يا رسول الله: صفهم لنا ؟ قال: ( هم ثلاثة أصناف: فصنف منهم أمثال الأرز . قلت: وما الأرز ؟ قال: شجر بالشام طول الشجرة عشرون ومائة ذراع في السماء، هؤلاء الذين لا يقوم لهم خيل ولا حديد، وصنف منهم يفترش بأذنه ويلتحف بالأخرى، لا يمرون بفيل ولا وحش ولا جمل ولا خنزير إلا أكلوه، ومن مات منهم أكلوه، مقدمتهم بالشام، وساقتهم بخراسان، يشربون أنهار المشرق وبحيرة طبرية ) قال الهيتمي : رواه الطبراني في الأوسط، وفيه يحيى بن سعيد العطار وهو ضعيف، وحكم عليه ابن عدي في الكامل بالوضع والنكارة .

 

يأجوج ومأجوج ؟ من هم وما هي صفاتهم؟
يأجوج ومأجوج ؟ من هم وما هي صفاتهم؟

تلك معلومات مختصرة تتحدث عن “يأجوج ومأجوج”، حيث نتعرف على درجة الخوف التي تنتاب الناس بسبب ظهور هذا الجيش المدمر، مما يجعل الناس يتخذون قرارا بعدم أداء مناسك الحج والعمرة، حتى يزيل الله هذا الوباء، مهلكا يأجوج ومأجوج، ومنح المسلمين عصر النعم والأمان بعد زوالهم، ويرسل الله رياحا تقبض أرواح المؤمنين، فيبقى في الأرض شرارها حتى تقوم الساعة.

 

تصفح المزيد من المقالات الدينية

انضم الى قناتنا الاخبارية على تيلي جرام

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى