ابن صياد هل هو الدجال أم لا؟

ابن صياد هل هو الدجال أم لا؟

من أكثر الشخصيات الجدلية في الاسلام هو ابن صياد هل هو الدجال أم لا؟

لطالما شغل موضوع المسيخ الدجّال أذهان المسلمين، لما له من صلة وثيقة بأحداث آخر الزمان.

و من بين الشخصيات التي ارتبط اسمها بالمسيح الدجّال، نجد “ابن صيّاد“.

فمن هو ابن صيّاد؟ هل هو المسيح الدجّال بالفعل؟ أم أنّه مجرد شخص عادي عاش في زمن النبي صلى الله عليه وسلم؟

من هو ابن صيّاد؟

كان ابن صيّاد، واسمه الحقيقي عبد الله بن صيّاد، رجلاً عاش في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.

و قد اختلف العلماء في نسبه، فقيل أنّه يهودي، و قيل أنّه من الأنصار.

و قد وُلد ابن صيّاد أعور مختونًا، و كان يُلقّب بـ “صافي“.

هل هو المسيح الدجّال؟

اختلف العلماء في مسألة كون ابن صيّاد هو المسيح الدجّال أم لا.

فذهب فريق من العلماء إلى أنّه هو المسيح الدجّال، واستندوا في ذلك إلى بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي ذكرت صفات المسيح الدجّال، و وجدوا أنّ بعض هذه الصفات تنطبق على ابن صيّاد.

من هذه الأحاديث:

• حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: وفيه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: “جاءني رجل أعور، مختون، كأنّه من بَنِي سَعْد، فقال: يا رسول الله، إني أرى في المنام أنّ الدجّال قد خرج، فاتبعته، فدخلت معه قرية، فإذا فيها طعام كثير، وشراب كثير، وفواكه كثيرة، وإذا فيها إناث كأنّ وجوههن شمس، فدعاني، فأكلت وشربت، ووطأت من تلك النساء، فإذا أنا نائم، فإذا هو قد أيقظني، فقال: أرأيتَ ما رأيتَ؟ قلت: نعم، قال: فإنّ ذلك هو الدجّال، والله يبعثه في هذه الأمة، لا يكون من قبلكم من أحدٍ يراه إلاّ عرفه، ومن بعدكم يرى المؤمن ذلك في النوم، فلا يرتاب فيه“. [رواه أحمد ومسلم]

• حديث تميم الداري رضي الله عنه: وفيه أنّ تميم الداري خرج في طلب تجارة، فمرّ بجزيرة في البحر، فوجد فيها قومًا عيونهم عُمْرٌ، فقالوا له: من أنت؟ قال: أنا تميم الداري، قالوا: ما جاء بك؟ قال: جئت بِتِجارة، قالوا: إنّه لا بيع ولا شراء هاهُنا، ولكن إن شئت أن تُطعم وتُشرب، فافعل، فأكل وشرب، ثمّ نام، فإذا هو بشابٍّ يُقِظُه، فقال: أرأيتَ ما رأيتَ؟ قال: نعم، قال: فإنّ ذلك هو الدجّال، والله يبعثه في هذه الأمة، لا يكون من قبلكم من أحدٍ يراه إلاّ عرفه، ومن بعدكم يرى المؤمن ذلك في النوم، فلا يرتاب فيه. [رواه أحمد]

لكن، ذهب فريق آخر من العلماء إلى أنّ ابن صيّاد ليس هو المسيح الدجّال، واستندوا في ذلك إلى عدة أدلة:

• أنّ ابن صيّاد أسلم على يد النبي صلى الله عليه وسلم، و مات مسلمًا. و لو كان هو المسيح الدجّال، لما أسلم ولما مات على الإسلام.
• أنّ ابن صيّاد لم يُظهر أيًّا من علامات المسيح الدجّال الكبرى، مثل خروج النار من ورائه، أو قدرته على إحياء الموتى.
• أنّ بعض الأحاديث النبوية الشريفة ذكرت أنّ المسيح الدجّال سيخرج من المشرق، بينما كان ابن صيّاد يعيش في المدينة المنورة.

وأخيرًا، فإنّ مسألة كون ابن صيّاد هو المسيح الدجّال أم لا هي مسألة اجتهادية.

و لا يوجد نصّ قطعيّ يُؤكّد أو ينفي ذلك.

و لكن، يجب على المسلم أن يُؤمن بأنّ المسيح الدجّال سيخرج في آخر الزمان، وأنّه يجب عليه أن يستعدّ لخروجه بالعلم والعمل.

و إليك بعض الأمور التي يجب على المسلم أن يفعلها استعدادًا لخروج المسيح الدجّال:

• تعلم صفات المسيح الدجّال وأعلامه.
• الإكثار من قراءة القرآن الكريم والدعاء.
• الالتزام بالأخلاق الإسلامية.
• الابتعاد عن الفتن والشبهات.
• التحصين من شرّه بالرقى الشرعية.

نسأل الله تعالى أن يُثبّتنا على الإسلام، وأن يُعيذنا من شرّ المسيح الدجّال وفتنه.

ملاحظة:

• هذا المقال هو مجرد مدخل لفهم موضوع المسيح الدجّال وابن صيّاد.
• و هناك العديد من الكتب والمقالات التي تُفصّل في هذا الموضوع،
• و يُمكن للمسلم أن يبحث عنها ويستفيد منها.

بعض المعلومات الإضافية:

• متى يخرج المسيح الدجّال؟ لم يُحدّد الإسلام وقتًا محددًا لخروج المسيح الدجّال،

• و لكن وردت بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي تُشير إلى أنّ خروجه سيكون قريبًا من الساعة.

• ما هي علامات خروج المسيح الدجّال؟ وردت في الأحاديث النبوية الشريفة العديد من علامات خروج المسيح الدجّال،

• منها:

  • خروجه من المشرق.
  • قدرته على إحياء الموتى.
  • خروج النار من ورائه.
  • ادعاؤه بأنّه إله.

• كيف ننجو من شرّ المسيح الدجّال؟ حثّ الإسلام المسلمين على الاستعداد لخروج المسيح الدجّال،

• و بيّن لهم بعض الأمور التي تُقيهم من شرّه،

• منها:

  • الإيمان بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
  • قراءة القرآن الكريم والدعاء.
  • الالتزام بالأخلاق الإسلامية.
  • الابتعاد عن الفتن والشبهات.

والله تعالى أعلم.